تعذيب وتهديد مستمر بالاغتصاب وهدم منزل العائلة وقتل الأب

[color=black]قالت وزارة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية إن الأسرى والمعتقلين الأطفال في سجون الاحتلال الإسرائيلي يعانون من ظروف معيشية قاسية، وأوضاع صعبة وغير إنسانية، تفرضها عليهم مصلحة السجون الإسرائيلية، داخل الزنازين ومراكز التحقيق.



وروى الأطفال المحتجزون في سجون الاحتلال لمحامية وزارة شؤون الأسرى والمحررين، التي التقت عددا من المعتقلين الأطفال في سجن "تلموند" الإسرائيلي، حكايات مأساوية عن ظروف التحقيق والاعتقال، التي يتعرضون لها.



وعرض تقرير للوزارة بعض الإفادات، التي أدلى بها عدد من الأطفال، والتي بينوا من خلالها أساليب التعذيب الجسدي والنفسي، التي يتعرضون لها، على أيدي المحققين والسجانين الإسرائيليين. وأشار التقرير إلى وقائع اعتقال الطفل ماهر (17 عاماً)، من محافظة جنين، في الضفة الغربية، الذي اعتقلته قوات الاحتلال من منزل عائلته في السابع والعشرين من شهر آذار (مارس) من العام الجاري.



وقال التقرير "إن ماهر لم يعرف سبب اعتقاله، إذ هاجمت قوات الاحتلال منزله بعد منتصف الليل، وأخبروه فقط بأنه مطلوب". وأضاف التقرير، أن جنود الاحتلال انهالوا بالضرب المبرح على الطفل منذ لحظة اعتقاله من منزله، حتى وصل إلى معسكر سالم، في الضفة الغربية، إذ مكث فيه يوماً واحداً، ثم نقل إلى قسم التحقيق في سجن الجلمة في الضفة الغربية، حيث حققوا معه لمدة ست ساعات متواصلة، وهو جالس على كرسي، ويداه مقيدتان إلى الخلف، ومن ثم نقل إلى الزنزانة.



وأشار التقرير إلى أن المحققين الإسرائيليين استمروا بالتحقيق 24 يوماً مع ماهر، وسمحوا له بالاستحمام بعد اليوم الخامس عشر. ويقول ماهر إن "الزنازين في الجلمة صغيرة الحجم (2.2) متراً، وفي كل زنزانة أسيران، وما يتعب حقا هو الضوء الأحمر، الذي يسلطه جنود الاحتلال على أعيننا أثناء وجودنا في الزنزانة".



وأضاف "يوجد مكيف هواء بارد وساخن يتحكم فيه المحققون على أمزجتهم، ولون الزنازين رمادي غامق، وحيطانها خشنة الملمس، ومن الصعب الاتكاء عليها، والأسرى ينامون على الأرض، والأفرشة والأغطية نتنة الرائحة، والمرحاض عبارة عن فتحة في أرضية الزنزانة".



وذكر التقرير أن ماهر كان يتعرض للتحقيق بمعدل 7 ساعات يومياً، مشيراً إلى أن المحققين هددوه أكثر من مرة بهدم منزله، واعتقال أهله، خاصةً والدته، في حال لم يعترف بالتهم الملفقة له. ونوه إلى أن ماهر كغيره من الأطفال يتعرض لتحرشات جنسية من قبل المحققين الإسرائيليين، كما يهدد دوماً بالاغتصاب.



وكانت وزارة شؤون الأسرى، نددت في تقرير صادر عنها، باستخفاف سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بحقوق الأسرى والمعتقلين الأطفال، مشددةً على ضرورة منحهم كافة حقوقهم، التي تنص عليها الاتفاقيات الدولية، سواء خلال عملية الاعتقال، أو ما يليها من إجراءات التحقيق والتوقيف.



وقال التقرير إن الطفل ماهر اعترف ببعض التهم، التي ألصقت له، بعد أن نصحه أسير آخر بالاعتراف، كي يتفادى التحقيق العسكري، مشيراً إلى أنه نقل بعد الاعتراف إلى سجن "مجدو"، في الضفة الغربية، حيث تم وضعه بين من يسمون بـ"العصافير"، وهم جماعات متعاونة مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تقوم بنقل معلومات لإدارة السجن عن الأسرى والمعتقلين.



وقال التقرير إن ماهر لم يكن يعلم بمثل هذه الجماعات، إذ أخبره هؤلاء أن لديهم معلومات بأنه "لوطي"، وأنهم سيفحصون ملفه الأمني، وبأنه "عميل" للمخابرات الإسرائيلية. وتابع التقرير، "أن خوفاً شديداً انتاب ماهر من التهم الموجهة له، مما اضطره إلى الاعتراف بأشياء لم يقم بها".



وبعد أن مكث الطفل ماهر عند "العصافير" 12 يوماً، أعيد ثانيةً إلى التحقيق في الجلمة، حيث وجد ما اعترف به عند العصافير، فأنكر ذلك، وأخبر المحققين أن هذه الأشياء اعترف بها نتيجة الخوف، الذي أصابه، فهدده المحققون بقتل والده، مما اضطره إلى الاعتراف بأن التهم صحيحة.


[color:2af8=black:2af8]وأوضح التقرير، أن ماهر مكث في الزنازين مدة 76 يوماً، وانتهى التحقيق معه في اليوم الرابع والأربعين من الاعتقال، بعد ذلك، نقل إلى سجن "تلموند" الإسرائيلي، حيث يقبع حالياً في انتظار المحاكمة