عندما تملكنى شعور بالوحده القاتله
نظرت حولى ...... فرأيت الاف من البشر...هممت أتكلم فلم يسمعونى...مددت يدى للمصافحه فصافحت الهواء...فعدت و تحسست نفسى و فركت عينى ....لأجدهم يزدادوا إزدحاما ...و يزداد تلاشى وجودهم فى حسى.
فأخذت أصرخ و أصرخ ...و أجرى بينهم ...فلا أشعر بوجودهم و لا يشعرون بوجودى ....أرى فقط صورهم الوهميه ...فجن جنونى و جلست أبكى و أبكى و أبكى سنين.........و أحكى لنفسى عن عذابى و أستنجد بها...لكى تغيثنى مما أنا فيه ...أريد أحد يفهمنى و يفهم لغتى ... يشعر بى و أشعر به ....غريب أنا فى دنيا غريبه و يربطنى بالواقع هذا الجسد...و لا أعرف هل هذا شعور كل البشر....هل يرون بعضهم خيالات أيضا ..و يعيشون هذا الشعور القاسى ....شعور الوحده الذى أعيشه؟
و فى غمره تفكيرى ...شعرت بإحتياج شديد لضمه قويه ....فلم أجد غير نفسى لأضمها ... فهممت ألف يدى حولى لكى تحتضننى و كانت المفاجأه التى سارت في كيانى كالكهرباء و شتتنى ......فلم أجد جسدا لكى أحتضنه
وجدت سراب ...ففزعت و تحسست باقى جسدى
فلم أجد سوى أكتافى فتمسكت بها و ضممتها بقوه جتى لا تهرب مثل باقى جسدى ...
مر على ثوان معدوده على هذا الوضع حتى أحسست بأن يداى تتمسك بالهواء فأخذت أنظر إلى كفاى أنتظر رحيلهما مع باقى جسدى ...و بالفعل إستجابت يداى لنداء جسدى ... و ذهبت معه .
فأخذت أصرخ بأعلى صوت لدى ....
لاااااااااا حتى أنت يا أنا ؟! تركتنى و إنضممت لهم؟! لعالمهم الوهمى و صرت خيالا مثلهم؟!
و دموعى التى لم تجد خدا لكى تنسال عليه إنسالت على دنيايا و صوت نحيبها يعلو صوت ألمى و إستغاثتى.
فصرخت فى الدنيا "لست انا اللي ابكى و لا يسرنى و جودى فيكى ...أنا راحل "
و هى شامخه لا تهتز لصوت عذابى.
فلملمت دموعى و هى الشىء الوحيد الذى مازال حقيقيا فى عالمى و صغت منها قبرا
و رفعت رايه الرحيل... و بكل شجاعه .....رقدت فى مثوايا الأخير